نبيل خوري في حوار مثير: صالح كفؤ بمقاييس اليمن القديم، ولا دور مستقبلي لعلي محسن
الأحد 21 أبريل 2013 11:28:12 صباحًا
في واشنطن العاصمة، التقيت بالدكتور نبيل خوري، نائب السفير الأمريكي في صنعاء خلال الفترة 2005 - 2007 للتحدث عن الأوضاع السياسية في اليمن. السيد خوري هو دبلوماسي أمريكي من أصول لبنانية تمكن من فهم الفوارق الدقيقة في المجتمع اليمني لأنه يتحدث العربية، وتمكن من بناء علاقات صداقه مع مختلف الشخصيات السياسية والاجتماعية اليمنية. في حوارنا تحدثنا عن الأسباب التي أسقطت الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة، كما حلل الدكتور خوري وضع اليمن السياسي بالذات دور الرئيس عبدربه منصور هادي. كما تحدثنا عن حلفاء عائلة صالح في الوطن وعن دور عائلة الأحمر في الفترة الانتقالية. وفي الإطار ذاته، عبر السيد خوري عن دهشته من اختيار ٥٦٥ شخصاً للمشاركة في الحوار الوطني واعتبر الحوار خطوة ابتدائية نحو التغيير الديمقراطي في اليمن. أما عن دور السفارة الأمريكية في السياسة اليمنية الداخلية فقال إن اليمنيين يضخمون الدور الأمريكي، لأن صنع القرار هو في أيدي الشعب اليمني. وتحدثنا عن توازن القوى الدولية في البلاد واعتبر الفترة الحالية متقلبة، ولكن في وضع أفضل مما كانت عليه عندما كان العالم مستقطباً بين الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. وعبر في حوار مع المصدر أونلاين عن تطلعاته للمستقلين والشباب اليمني ولا يزال السيد خوري متفائلاً للمرأة اليمنية التي تشارك في المرحلة الانتقالية، معتبراً بأن المستقبل لابد أن يكون للأفضل. نبيل خوري حاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية وهو حالياً أستاذ في جامعة الدفاع الوطني الأمريكي، ومدير مكتب معلومات الأبحاث للشرق الأدنى وجنوب آسيا في وزارة الخارجية الأمريكية. خدم السيد خوري الحكومة الأمريكية كدبلوماسي في عدة دول عربية من بينها اليمن حيث كان نائب السفير لمدة ثلاث سنوات (2005-2007).
خلال عملك في اليمن، تعرفت على الرئيس السابق علي عبدالله صالح بصورة شخصية، ما هي أسباب فشله كقائد لليمن وهل تعتقد أن دوره في اليمن سيتقلص؟
صالح كان كفؤاً بمقاييس اليمن القديم يعني يلعب اللعبة على قواعدها اليمنية ولكن فشل بأن ينتقل إلى العصر الجديد وأن يؤمن انتقال اليمن في هذه المرحلة المهمة من تاريخه علي عبد الله صالح من أذكى الأشخاص الذين تعرفت عليهم خلال فترة خدمتي في العالم العربي وأحياناً من أظرفهم وعنده روح نكته، ولما كنت أنا دبلوماسي في اليمن كان صعب التعامل معه وسهل بنفس الوقت، صعب لأن المواضيع كانت شائكة، وسهل لأن أسلوبه سهل، وينفتح لأي انتقاد وحديث، صراحةً أنا كنت مرتاح للتعامل معه دبلوماسياً، المشكلة أن علي عبد الله صالح حكم اليمن لفترة هي امتداد للعهد القديم، تاريخ طويل من صراعات قبلية وإقليمية ودولية ولكن صراع يعتمد على أسلوب قديم من التعامل والحوار والقتال. في أواخر فترته بدأ العالم يتغير والمنطقة تتغير، وبالتالي في ضغط على اليمن بان يواكب هذا التطور بالمنطقة، المشكلة مع علي عبدالله صالح برغم انه شعر بهذا التغيير في المنطقة وهو الذي قال في فترة من الفترات في عهد بوش بعد حرب العراق انه لازم «نحلق لنفسنا قبل ما يحلقوا لنا» يعني شعر بان العالم بدأ يضغط على رؤساء الدول في العالم العربي ليواكبوا التطور الديمقراطي، المشكلة أن علي عبدالله صالح فشل بأن يكون قائد مرحلة الانتقال في اليمن، يعني هو كحاكم في اليمن القديم كان كفؤاً بمقاييس اليمن القديم، يعني يلعب اللعبة على قواعدها اليمنية ولكن فشل بأن ينتقل إلى العصر الجديد وأن يؤمن انتقال اليمن في هذه المرحلة المهمة من تاريخه.
لم يحكم علي عبدالله صالح اليمن بمفرده، ماذا عن أسرته؟ هل ستضعف سلطتهم في اليمن؟
بالوقت الحاضر مازال صالح عنده حزب المؤتمر والقبائل الذي معه لازال معه حصة كبيرة من السلطة في اليمن واقعياً على الأرض، فهو إن ترك الرئاسة ما زال عنده تأثير ونفوذ وقدرات مالية وسياسية وعسكرية، بالتالي في هذه المرحلة الانتقالية أعتقد عائلته سيكون لها دور، ولكن لا أتوقع لهذا الدور أن يطول كثيراً، أنا لي فترة لم أتواصل مع أحد منهم، لكني أعرف أن الأولاد قبلوا مناصب خارج اليمن ولو أنها مراكز دبلوماسية لكن أعتقد في النهاية دورهم السياسي سيضعف وسيقل، هذه مرحلة انتقالية خلال هذه المرحلة لا بد أنه ما زال عنده نفوذ وتأثير، لكن في النهاية علي عبدالله صالح نفسه واقعي، وأظن أنه يحب أن يلعب دوراً ولكنه يعي أن هذا دور ولا يمكن أن يكون الدور المسيطر المهيمن. على علي محسن الأحمر أن يدرك أنه ليس له دور في مستقبل اليمن وكذلك بالنسبة للآخرين من عائلة الأحمر
يجادل مروجو الدولة المدنية بأن هدفهم لن يتحقق مادامت القوى التقليدية مثل الجنرال علي محسن الأحمر وأسرة الأحمر في السلطة، ما رأيك؟
أعتقد عائلة الأحمر هي الوجه الآخر من نفس العملة، يعني هم أيضاً يمثلون ماضي اليمن وليس مستقبله ولذلك أيضاً علي محسن الأحمر عنده دور انتقالي يستطيع أن يخدم الرئيس الحالي «هادي» في هذه المرحلة الانتقالية ولكن أعتقد هو ايضاً يجب ان يدرك انه ليس له دور في مستقبل اليمن وكذلك بالنسبة للآخرين من عائلة الأحمر، الأشخاص الآخرين الذين تعرفونهم.
كيف تقيم دور الرئيس عبد ربه منصور هادي في المرحلة الانتقالية؟
الرئيس هادي لعب دوراً مهماً جداً في الانتقال الذي يحصل من علي عبدالله صالح إلى نظام جديد لم يبدأ بعد، فهو في هذه الفترة استطاع أن يكون فوق اللعبة السياسية بمعنى أنه هو نفسه غير متحزب غير محسوب على فريق ضد فريق آخر، أظن انه يحظى باحترام جميع الأطراف يقوم بإعادة هيكلة القوات المسلحة، وهذا شيء مهم جداً، ويقوم بالإشراف على الحوار الوطني، في النهاية دور الرئيس هادي هو أن يوصل اليمنيين إلى عملية انتخابية يتفق على قواعدها مع بعضهم البعض متى ما وصلوا إلى هذه المرحلة واتفقوا على دستور جديد ونظام انتقالي جديد ينتهي دوره.
نشاهد صعود القوى الإسلامية في العالم العربي، هل تعتقد بأن الدور السياسي للتجمع اليمني للإصلاح أو للأحزاب الإسلامية الأخرى سيؤثر في ميزان القوى في البلاد؟
التوجهات الإسلامية في مصر واضح عندك حزب الأخوان المسلمين هو الحزب المهيمن وفي حزب سلفي أصغر ولكن عنده دور مهيمن، الباقي من الأطراف المتطرفة التي كان عندها تاريخ عنف إلى آخره هذه الاطراف تقريباً تلاشت في مصر، في اليمن الاطراف المتطرفة ما زالت موجودة، الإصلاح عنده تجاذبات قديمة وتوازن داخله ما بين قوى التقليدية القبلية والقوى الإسلامية والقوى الإصلاحية وبالتالي من الصعب أن يكون لهم دور واضح حالياً، في النهاية أعتقد ممكن يصير في ثلاثة أحزاب بدل حزب واحد داخل الإصلاح، هذا يرجع لهم إذا كانوا سيتفقون مع بعض، ولكن أيديولوجياً أنا أرى انه في تباعد ما بين أطراف الإصلاح، القوى الإسلامية على أية حال هناك موجه، اليوم العالم العربي كله في مرحلة هي لنقل هي المرحلة الإسلامية، أحزاب الإسلام السياسي تبرز عادة خلال الدكتاتورية، تلعب دور مهم لأنه من الصعب إقصاء العنصر الديني من السهل على السلطة الديكتاتورية أنها تقصي الليبراليين والإصلاحيين الذين يريدون إصلاح سياسي واقتصادي، تجمعات مجتمع مدني، من السهل كبتها، ولكن التوجه الديني أصعب، ولكن لما يسقط النظام الديكتاتوري تلاقي انه التوجه الديني هو الأقوى لأن تنظيمه كان مستمراً لم يكبت، فطبيعي هذه المرحلة راح نشوف فيها بروز الإسلام السياسي، واقعياً يجب التعامل معه ويجب الاعتراف بدور له، ولكن واقعياً أيضاً على القوى الإسلامية أن تعترف أن المستقبل ليس لها، يمكن الوقت الحاضر لها دور مهم ولكن الدور هذا يمكن يكون أهم لما تدرك انه هي أيضاً دورها انتقالي، يعني لازم تتجه نحو الواقعية أكثر من الايديولوجية الدينية، الأيديولوجية الدينية التي ترتكز عليها هذه القوى لا تصلح للقرن 21. الحوار الوطني إنجاز مهم ولكن لا يمكننا أن نعتبر أن هذه هي المرحلة الأخيرة لبناء النظام الجديد، وهناك جهات دخلت الحوار وهدفها الانسحاب منه
كيف تنظر للحوار الوطني وآلياته؟
الحوار الوطني مرحلة مهمة جداً وجمال بنعمر يحظى بتقديري وتقدير عدد كبير من المراقبين، بالنسبة لقدرته على أن ينتقل من خطة مجلس التعاون الخليجي التي كانت خطة ناقصة، أن ينتقل من هذه الخطة إلى برنامج عملي ليساعد على الانتقال السياسي في اليمن الحوار الوطني مرحلة مهمة من هذا الانتقال، المشكلة أنه حالياً الحوار الوطني لازم له نظام معين تركيبة معينة لا يمكن أن يكون حواراً وطنياً بين 500 شخص، الـ500 الذين دعوا إلى الحوار الوطني، في تساؤلات.. من هم؟ من يمثلون؟ وهل عندهم الكفاءة بأنهم يشاركون في بناء الوطن الجديد؟، هناك أسئلة كثيرة، من الصعب جداً أن الواحد يبدأ من الصفر في بلد انكسرت فيه الدولة وفُقِد وجود قبول بين الناس كلها على أسس معينة كيف سنبدأ نظاماً جديداً، من الصعب، فالأخطاء والنواقص الموجودة في الحوار الوطني الحالي مفهومة، ولكن أنا أعتبرها خطوة أولى مهمة وأعتبرها إنجازاً مهماً ولكن ما لا يمكننا أن نعتبر أن هذه هي المرحلة الأخيرة لبناء النظام الجديد، أظن هي بداية بس من شان الناس تتعارف من هم الفرقاء كلهم، من الذي يمكن يبرز من الـ500 شخص الذي يلعب دور قيادي ويقدر يمثل أطراف اليمن كلها.
اثنان من لجان العمل التسع في الحوار الوطني مكرسة لقضية صعدة والحراك الجنوبي. هل ترى أن الحوار قادر على حل المشكلتين؟
الحوار الوطني يعني نوعاً ما سابق لأوانه لأن المناطق هذه مثل ما ذكرتها لا يزال عندها اختلافات كثيرة، فصعده وشمال اليمن عندهم تحدي بأن يتفقوا فيما بينهم على ما هي مطالبهم من الحوار الوطني ماذا يريدون بالذات بالنسبة لمناطقهم ما تصورهم مستقبلياً، الجنوبيون مشكلتهم أكبر، الحوثيون والمنطقة التي في صعدة ممكن تصل إلى اتفاق قبل أن يصل الجنوبيون إلى اتفاق، ففي ضرورة حوار جنوبي جنوبي، لكي يتفقوا فيما بينهم في ناس كثير بدهم ينفصلوا في ناس لا، أحسن نبقى في يمن موحد، مش ممكن التجاذب، مش ممكن تدخل حوار وطني وهدفك الانسحاب منه، أظن الجنوبيين عندهم تحدي أن يحلوا مشاكلهم بين بعض في الأول، لذلك لازم يصير في نوع تراجع بالخطوات إلى إعادة هيكلة مكونات الحوار الوطني.
في اعتقادك، من هي الفئة أو الجهة التي ستواجه تحدياً كبيراً في الفترة الانتقالية أو في الحوار الوطني؟
القوى القبلية الموجودة هي جزء من المجتمع وجزء من الحاضر من الصعب تخطيه، ولكن المهم هو كيف ندخل العناصر الجديدة «الشابة والمستقلة» الذين بدؤوا الحركة ضد النظام القديم، واليوم يلاقون أنفسهم مهمشين. أظن التحدي هو أمام الشباب وأمام المستقلين، الأحزاب السياسية والقوى القبلية الموجودة هي جزء من المجتمع وجزء من الحاضر من الصعب تخطيه، يعني شئنا أم أبينا يمثلون مجموعات كبيرة من المجتمع اليمني، ما نقدر نقول «والله انتم غير تقدميين خلاص برع»، لا، هم يمثلون أجزاء من اليمنيين الذين يثقون فيهم ويؤيدونهم، فبالتالي لهم دور، ولكن المهم هو كيف ندخل العناصر الجديدة «الشابة، والمستقلة» بما يمكنها من لعب دور في عناصر من الشباب الذين بدؤوا الحركة ضد النظام القديم، ولكن اليوم يلاقون أنفسهم مهمشين، أنا أرى أن المجتمع الأوروبي والأمريكي، إذا يقدر يساعد هذه الفئات ببناء مجتمع مدني قوي بكيفية لعب دور مهم في العملية الانتقالية، والناس المسؤولين من الرئيس هادي وغيره من القيادات لازم يلعبوا دورهم إذا كانوا حريصين على مستقبل اليمن، أن يعطوا ادوار أقوى وأكثر لهذه الفئات من الشعب، ولكن في النهاية راح يكون في توازن بين الفئات هذي والفئات القديمة الموجودة ومن الصعب التخلص منها بعصى سحرية نلوح بها ونقول خلاص امشوا، لا سيكون في فترة انتقالية طويلة شوي.
ماذا عن دور المرأة اليمنية؟ هل تعتقد أنها ستكون من صناع القرار في المستقبل؟
المرأة في النظام القديم كان دورها من خلف الستار، فبالتالي كانت أحياناً تأخذ بعض المناصب بعض الأدوار في مجلس النواب أو بعض الوزارات كانت تمنح شكلاً لإرضاء الغرب ولكن ليس بالفعل لإعطاء دور حقيقي للمرأة، لذلك عدد النساء اللاتي استطعن أن يبرزن في الفترة الماضية، كان عدداً ضئيلاً، ولكن القدرات عند النساء في اليمن قدرات هائلة يعني أنا شفتها لما كنت في اليمن في على مستوى المجتمع المدني، المجتمع المدني في اليمن بالعشر السنوات التي مضت كان مجتمع مهم مش بسيط، مقارنة مع دولة كبيرة متطورة مثل مصر، المجتمع المدني في اليمن كان أهم من المجتمع المدني في مصر، فبالتالي أعتقد أن كثيراً من النساء اللاتي لعبن أدوارا مهمة في قيادة المجتمع المدني في اليمن، هذه هي الفترة المهمة بالنسبة لهم ليلعبوا دوراً في انتقال اليمن إلى الديمقراطية، الوضع كأنه وضع انتقالي يسمح لتغيرات كثيرة، أنا بارجع للنساء في اليمن وبالقيادات والمراكز التي هن موجودات فيها في المجتمع، ان يتفاهمن على تفاصيل الدور الذي لازم يقمن به، ولكن الفرصة مفتوحة أمامهن ليخرجن من الدور التقليدي الذي فرضه عليهن المجتمع، اليوم ممكن المرأة تطلع بأفكار جديدة بدور جديد باقتراحات جديدة، التي كانت قبل سنتين أو ثلاث سنوات غير مقبولة، لكن اليوم ستكون مقبولة. الحوثيون يمكن أن يصلوا بقضية صعدة إلى اتفاق قبل أن يصل الجنوبيون إلى اتفاق، وهناك تحدٍ بين الجنوبيين أنفسهم
الكثير من اليمنيين منزعجون من الدور الأمريكي في الفترة الانتقالية، بماذا تنصح لتحسين العلاقات بينهما؟
أنا أعتقد أن اليمنيين أحياناً وليسوا هم الوحيدين في المنطقة يضخموا الدور الأمريكي، يعني أمريكا دولة عظمى وعندها إمكانات هائلة وعندها مصالح في المنطقة ولذلك تتدخل في الشؤون السياسية وتعطي آراءها وتحاول تكون مؤثرة في الأحداث، بس في النهاية قدرات أمريكا محدودة، يعني برغم كل الذي عندها لا تقدر أن تحرك الأمور بالطريقة التي تريد، أنا أعتقد الدور الأمريكي حالياً فيما يجري في اليمن هو دور قليل ليس باستطاعة أميركا أن تغير الوضع السياسي في اليمن، ممكن تتدخل وتعطي آراء وتدفع ناس وتساعد ناس ولكن في النهاية لما تتطلع لعشر سنوات قادمة ونشوف وين اليمن صار، ما فيناش نقول والله اميركا التي عملت هذا الشيء في النهاية الدور الأمريكي محدود.
ماذا عن تدخل أمريكا وغيرها من الدول الأجنبية في السياسة المحلية؟
كانت السعودية في الماضي هي المؤثر الأكبر في اليمن، اليوم لا.. قطر لديها دور مهم وكذلك تركيا وإيران اليوم توازن القوى في المنطقة تغير، من زمان كان الاتحاد السوفياتي وكانت أمريكا وكان العالم العربي منقسماً ما بين هذين المحورين، اليوم في محاور عديدة في المنطقة وفي العالم، بالنسبة لليمن كانت المملكة العربية السعودية المؤثر الأكبر، اليوم ليست هي المؤثر الأكبر، يعني كثير من الأحيان السعودية عندها انشغالات اخرى ما تقدرش تصرف في الوقت الكافي، كثير أحيان قياداتها شارفت على عمر كبير، مش قادرة تصرف الوقت اللازم لليمن، قطر عندها دور مهم في اليمن، اليوم عندك تركيا، التي بدأت تلعب دوراً مهماً بالشرق الأوسط ككل، لتثبيت أهميتها أمام أوروبا، بدأت تبرهن أنها قادرة تلعب دوراً مهماً كوسيط ومحرك في الشرق الأوسط، وبالتالي عندها اهتمامات تحاول تشوف أين هذه التغيرات تحصل، شفنا كان لها دور في تونس، في مصر، في ليبيا، فبالتالي عندها اهتمامات باليمن، إيران كدولة بتشوف نفسها كأنها دولة عظمى في المنطقة عندها اهتمامات وتحاول تؤثر على الوضع في اليمن، فبالتالي من الصعب أن تلاقي دولة واحدة وتقول هي هذه الدولة المحركة في اليمن، هناك نفوذ لدول عديدة، أميركا عندها دور وكذلك الاتحاد الأوروبي، وكذلك الأمم المتحدة، ولذلك مافيش اليوم قوة واحدة عندها القدرة أن تؤثر على اليمن، أظن هذا الشيء كويس ويخلق نوع من الفوضى ولكن بالنسبة لليمنيين، يعطيهم القدرة على أنهم يقرروا مستقبلهم بنفسهم.
هل ستنجح الفترة الانتقالية في اليمن؟
أنا متفائل لأنه برغم الصعاب والمشاكل التي تحصل وإلا سيكون في تراجع بتشوف في إحراز تقدم شوي وتراجع أكثر راح تكون في مشاكل كثير، ولكن في النهاية عملية انتقالية بدأت في اليمن، والذي كان لازم تبدأ من سنوات من قبل، تأخر وقتها ولكن اليوم بدأت، تصور ليس اقل من عشر سنوات، التي بين هذه المرحلة التي نمر فيها اليوم بتوصل إلى أشياء واضحة ومبلورة ومريحة، ولكن برغم المشاكل، وبرغم أي أعمال عنف أي أعمال شغب التي ممكن تحصل، أي أعمال فوضى التي ممكن تحصل، لازم نعتبر أن هذا جزء من التطور ولو كان هناك ظاهرياً تراجع فهو بالنهاية تاريخياً تقدم.